thegabeconcept.org
وذكر -صلى الله عليه وسلم- في خطبتِه بعضَ أحوالِ الآخرة ممّا رآه في صلاته تنبيهًا وتذكيرًا للمؤمنين، فمِن ذلك عذابُ القبر -أجارنا الله وإياكم منه-، وبيّن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أنه لا ينجو منه إلاّ من كان مؤمنًا موقنًا، عندها يثبّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت. جعلنا الله وإيّاكم من الثابتين في الحياة الدنيا وفي الآخرة. كما أخبر النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أنّ الله -عز وجل- يغضب ويغار عندما تُنتهَك حرماته -عزّ وجلّ-، وفيه تنبيه على أنّ الخسوفَ والكسوف علامة على الغضَب والعذاب، عافانا الله وإياكم. ومن هذه المحارم التي نبّه عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- الزنا، فهو موجِبٌ لغضَب الله -عزّ وجلّ- وأليم عقابه. فالله -عز وجل- يغار ويغضب من انتهاك هذه الحرمات أو ما أحاط بها -عزّ وجلّ- من حرمات عندما قال سبحانه: ( وَلاَ تَقْرَبُواْ الزّنَى) [الإسراء:32] بأيِّ حالٍ من الأحوال، سواء كان الوقوع في الزنا أو قربان الزنا، أو أيّ شيء يوصل إلى هذه الفاحشةِ الموجبة لغضب الله -عزّ وجلّ- وسخطه وأليم عقابه. سواء كانت هذه الأسباب الموصلة إليه الاختلاط أو السفور أو التبرّج أو الدعوة إلى الرذيلة كما ينادي بذلك الذين يحبّون أن تشيعَ الفاحشة في الذين آمنوا، والاستهزاء بما أحاط الله -عزّ وجلّ- هذه المحارم، أحاطها الله -عزّ وجلّ- بسياجٍ منيع من الحرمات، فالاستهزاء بذلك وانتهاكُ ذلك موجبٌ لعِقاب الله -عزّ وجلّ-، وكذلك نقصُ الأرزاق والخوف وغير ذلك من العقوبات، كلُّ هذا بسبب ذنوب العباد.
♦ ﴿ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ﴾ [الواقعة: 68 - 70]. ♦ ﴿ قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ﴾ [الملك: 23].